د. حياة الحويك عطية
23-2-2012
حزينة!! مسكينة السيدة اشتون, وربما كان على المصريين ان يقدموا لها مناديل من الدانتيلا لتجفيف دموعها. اي استخفاف بعقول الناس ? واي ناس يبرهنون كل يوم على ما يقوله عنا الغرب من اننا شعوب عاطفية, لا عقلانية, ولذلك فان اللعب على العواطف والمكبوتات والتمنيات هو اسهل طريق يسلكها الغرب الذي بنى نهضته على العقلانية النقدية البعيدة عن العواطف, خاصة في الامور العامة.
المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون المعروفة بمواقفها المعادية للتيارات القومية العربية, تذكرت فجاة جمال عبد الناصر, ووجدت فيه مدخلا ولا افضل لاجتذاب القطاع الاكبر من المصريين والعرب عموما, ولم تخش السيدة ان يتذكر العرب ( الذين يحنون لايام ناصر ) ان من شن الحرب على مصر الناصرية عام 1956 لم يكن الولايات المتحدة, بل فرنسا وبريطانيا. فجأة وجدنا "أوروبا كلها تحترم عبد الناصر لأنه كان خصما شريفا تولى رئاسة مصر فى أحلك ساعات التاريخ المصري ولو عاش عبدالناصر لكانت مصر دولة عظمى أكبر من روسيا فى الشرق الأوسط " . على حد قول السيدة اشتون.
غير ان الغرائبية لا تكمن في تقدير عبد الناصر بقدر ما كانت في الانتقادات الموجهة الى نظام حسني مبارك الذي طالما اعتبره الغرب الاوروبي والاميركي الحليف الاول في المنطقة العربية ولا ننسى ان ساركوزي اختاره لمشاركته رئاسة الاتحاد المتوسطي, كما لا ننسى الاستقبال النابوليوني الذي كان يلقاه كلما زار اوروبا. بل ان مركز اليونسكو في باريس كان ينصح كل من اراد منحة بحثية عن العالم العربي بالدخول عبر بوابتين احداهما السيدة سوزان مبارك, لانها تمول برنامجا بحثيا ومنحا.
كيف تحول الحليف الى مدان يجعل السيدة اشتون تقول "أنا حزينة على مصر وشعبكم فلقد تعرضتم في مصر لما هو يفوق الخيال في الاحتيال والسرقات وتجريف الثروات المادية والطبيعية والافتراضية لو صح التعبير حتى أن -الفايكنج- وهم أشرس الغزاة الذين شهدهم التاريخ البشرى في أوروبا ما كانوا سيتمكنون من سرقة مواردكم مثلما فعل بكم نظام مبارك"
لانه وببساطة لم يعد نظاما حاكما, ولان الرئيس الكبير ( كما كان يلقبه الاوروبيون ) اصبح يدخل قاعة المحكمة على سرير وولداه بملابس السجن البيضاء. ولان مجلس الشعب المصري اصبح يتشكل من غالبية اسلامية تليها قوى قومية وليبرالية. وبما ان الاسلاميين في تحالف مع الولايات المتحدة, فان على اوروبا ان تجتذب القوى الاخرى, وهل افضل من ذكرى عبد الناصر وترا يعزف عليه لتحقيق ذلك? لذلك حرصت السيدة على ترداد اسمه مرات خلال تصريحها وذاك ما لا تحتاجه الصياغة.
صحيح ان لدى مصر " ثروات تكفي لمساعدة ربع الدول الأوروبية إذا استغلت تلك الثروات بشكل جيد"- كما قالت اشتون - ولكن الثروة الكبرى التي اجتذبت اوروبا منذ غزوة نابوليون حتى غزوة ال,56 هي ثروة الموقع والديموغرافيا والجغرافيا, التي تجعل من مصر, الدولة العربية الاولى والدولة الافريقية الاولى, وسيدة وادي النيل, مما يفسر حرص اوروبا على الحصول على موطىء قدم فيها ايا يكن الثمن. وهذا ما يفسر الجواب علي السؤال : اذا كانت " لدى الاتحاد الاوروبي معلومات وارقام مؤكدة كما تقول اشتون. تقول بان ما تمت سرقته وإهداره من أموال وأرصدة وثروات مصر الطبيعية خلال الـ 15 عاما الماضية من نظام مبارك, يبلغ 5 تريليون دولار أمريكي" فلماذا كانت اوروبا تحالفه وتغدق له الثناء والدعم ? واذا كان ذلك المبلغ " يكفى تحويل مصر إلى دولة أوروبية متقدمة", كما تقول اشتون ايضا, فهل هذا ما يريده الغرب? وهل كان العدوان الثلاثي ودعم حرب الـ 67 ودعم كامب ديفيد والانفتاح الاقتصادي, الا سلسلة من المعارك في حرب منع مصر من ان تصبح دولة متقدمة ? وبالتالي ما هي " الخطوات الفعالة...ذات الطابع التنفيذي " التي قالت ان اروربا تريدها من مجلس الشعب الجديد ? وهل لاجل تلك الخطوات اطلقت المفوضة الاغراء بفتح باب اوروبا امام الشباب المصري والواردات المصرية ? واي اغراء هذا اللهم الا الاستنزاف الشبابي والسوق التجاري بين قوتين غير متكافئتين في الانتاج.
أما المفارقة الكبرى فهي ان الجملة التي اشترطت الديمقراطية ربطتها بالقول كما كانت مصر امام عبد الناصر. فمتى اعتبر العالم, وتحديدا اوروبا عبد الناصر ديمقراطيا ?
اي استخفاف بالعقول! اي لعب على العواطف! واي تقاسم بين القوى الغربية لقوانا الشعبية! .
حزينة!! مسكينة السيدة اشتون, وربما كان على المصريين ان يقدموا لها مناديل من الدانتيلا لتجفيف دموعها. اي استخفاف بعقول الناس ? واي ناس يبرهنون كل يوم على ما يقوله عنا الغرب من اننا شعوب عاطفية, لا عقلانية, ولذلك فان اللعب على العواطف والمكبوتات والتمنيات هو اسهل طريق يسلكها الغرب الذي بنى نهضته على العقلانية النقدية البعيدة عن العواطف, خاصة في الامور العامة.
المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون المعروفة بمواقفها المعادية للتيارات القومية العربية, تذكرت فجاة جمال عبد الناصر, ووجدت فيه مدخلا ولا افضل لاجتذاب القطاع الاكبر من المصريين والعرب عموما, ولم تخش السيدة ان يتذكر العرب ( الذين يحنون لايام ناصر ) ان من شن الحرب على مصر الناصرية عام 1956 لم يكن الولايات المتحدة, بل فرنسا وبريطانيا. فجأة وجدنا "أوروبا كلها تحترم عبد الناصر لأنه كان خصما شريفا تولى رئاسة مصر فى أحلك ساعات التاريخ المصري ولو عاش عبدالناصر لكانت مصر دولة عظمى أكبر من روسيا فى الشرق الأوسط " . على حد قول السيدة اشتون.
غير ان الغرائبية لا تكمن في تقدير عبد الناصر بقدر ما كانت في الانتقادات الموجهة الى نظام حسني مبارك الذي طالما اعتبره الغرب الاوروبي والاميركي الحليف الاول في المنطقة العربية ولا ننسى ان ساركوزي اختاره لمشاركته رئاسة الاتحاد المتوسطي, كما لا ننسى الاستقبال النابوليوني الذي كان يلقاه كلما زار اوروبا. بل ان مركز اليونسكو في باريس كان ينصح كل من اراد منحة بحثية عن العالم العربي بالدخول عبر بوابتين احداهما السيدة سوزان مبارك, لانها تمول برنامجا بحثيا ومنحا.
كيف تحول الحليف الى مدان يجعل السيدة اشتون تقول "أنا حزينة على مصر وشعبكم فلقد تعرضتم في مصر لما هو يفوق الخيال في الاحتيال والسرقات وتجريف الثروات المادية والطبيعية والافتراضية لو صح التعبير حتى أن -الفايكنج- وهم أشرس الغزاة الذين شهدهم التاريخ البشرى في أوروبا ما كانوا سيتمكنون من سرقة مواردكم مثلما فعل بكم نظام مبارك"
لانه وببساطة لم يعد نظاما حاكما, ولان الرئيس الكبير ( كما كان يلقبه الاوروبيون ) اصبح يدخل قاعة المحكمة على سرير وولداه بملابس السجن البيضاء. ولان مجلس الشعب المصري اصبح يتشكل من غالبية اسلامية تليها قوى قومية وليبرالية. وبما ان الاسلاميين في تحالف مع الولايات المتحدة, فان على اوروبا ان تجتذب القوى الاخرى, وهل افضل من ذكرى عبد الناصر وترا يعزف عليه لتحقيق ذلك? لذلك حرصت السيدة على ترداد اسمه مرات خلال تصريحها وذاك ما لا تحتاجه الصياغة.
صحيح ان لدى مصر " ثروات تكفي لمساعدة ربع الدول الأوروبية إذا استغلت تلك الثروات بشكل جيد"- كما قالت اشتون - ولكن الثروة الكبرى التي اجتذبت اوروبا منذ غزوة نابوليون حتى غزوة ال,56 هي ثروة الموقع والديموغرافيا والجغرافيا, التي تجعل من مصر, الدولة العربية الاولى والدولة الافريقية الاولى, وسيدة وادي النيل, مما يفسر حرص اوروبا على الحصول على موطىء قدم فيها ايا يكن الثمن. وهذا ما يفسر الجواب علي السؤال : اذا كانت " لدى الاتحاد الاوروبي معلومات وارقام مؤكدة كما تقول اشتون. تقول بان ما تمت سرقته وإهداره من أموال وأرصدة وثروات مصر الطبيعية خلال الـ 15 عاما الماضية من نظام مبارك, يبلغ 5 تريليون دولار أمريكي" فلماذا كانت اوروبا تحالفه وتغدق له الثناء والدعم ? واذا كان ذلك المبلغ " يكفى تحويل مصر إلى دولة أوروبية متقدمة", كما تقول اشتون ايضا, فهل هذا ما يريده الغرب? وهل كان العدوان الثلاثي ودعم حرب الـ 67 ودعم كامب ديفيد والانفتاح الاقتصادي, الا سلسلة من المعارك في حرب منع مصر من ان تصبح دولة متقدمة ? وبالتالي ما هي " الخطوات الفعالة...ذات الطابع التنفيذي " التي قالت ان اروربا تريدها من مجلس الشعب الجديد ? وهل لاجل تلك الخطوات اطلقت المفوضة الاغراء بفتح باب اوروبا امام الشباب المصري والواردات المصرية ? واي اغراء هذا اللهم الا الاستنزاف الشبابي والسوق التجاري بين قوتين غير متكافئتين في الانتاج.
أما المفارقة الكبرى فهي ان الجملة التي اشترطت الديمقراطية ربطتها بالقول كما كانت مصر امام عبد الناصر. فمتى اعتبر العالم, وتحديدا اوروبا عبد الناصر ديمقراطيا ?
اي استخفاف بالعقول! اي لعب على العواطف! واي تقاسم بين القوى الغربية لقوانا الشعبية! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق